رواية مغامرات عِلعِل وأصحابه
للكاتب المصري محمد مالك
جميع الحقوق محفوظة
البارت الاول
المشهد العام :ـ محطة القاهرة:ـ
المنظر العام : بناء يوحي بمحطة القاهرة حيث توجد سلالم تؤدي الي رصيف المحطة .. والمحطة مزدحمة بالناس ويقف في منتصف المحطة شاب عشريني يدعي هشام حيث يعمل شيال شمط وهو الان في أنتظار أحد يطلبه لحمل الشنط:
هشام : يا مسهل يارب
ويياتي رجل عجوز يتكأ على عصا .. وخلفه ابنه الذي يمتاز بالبنيه الضخمة وطول القامة ويحمل في يده شنطة سفر ومجموعة من ملفات ورقية مربوطة بعضها وحقيبة يد صغيرة .. ثم يقول الابن
الابن : أدينا وصلنا أهوه المحطة ... أسيبك أنا يا بابا
الأب : يابني أصبر لحد ما أركب القطر
الابن : أف بقي
هشام يجري نحوهما مسرعاً يريد حمل الحقائب
هشام : عنك ياباشا
الاب ينهره بشدة : أبعد ايدك عن الشنط .. أنا مقولتش عايز شيال .. أومال السنين اللي فاتت دي كنت بعلفه عشان أيه؟! .. مش عشان خاطر يوم زي ده !! شكراً
هشام : ماشي ياحج متزعلش نفسك أنا متأسف
الابن : ليه مخلتوش يشيل الشنط يا بابا ؟!
الاب : اومال لما يشيل هو الشنط .. أنت هتشيل ايه ؟! هتشيلني أنا ؟!
الابن : ياباب فاضل خمس دقايق والسيما تبدأ العرض .. ولولو خطيبتي زمانها مستنياني قدام السيما
الاب : يابني كده ليه ؟ .. ما كل مرو بتتفقوا تروجوا السيما تطنش .. أشمعني المرة دي يعني ؟!
الابن : أصل المر هدي هي اللي عزماني .. ههههه
الاب : اه قولي كدا .. لكن النرات اللي فاتت انت اللي كنت بتعزمها عشان كده كنت بتطنش !! ,, واشمعني هي المر هدي اللي عزماك يعني ؟!
الابن : أصل أنا عقدنا اتفاق مع بعضينا واخترنا فيلم صيد الحيتان اللي معروض حالياً في السيما يجكم اذا كان الاتفاق ده هيتم ولا لا
الاب : واتفاق ايه دهي ابني ؟!
الان : انت عارف طبعا ان لولو في كلية تجارة انجلش
الاب : ايوه عارف .. وبعدين
الابن : عندها صديق معاها في نفس الكلية ..ز الصديق ده عزيز عليها أوي ةعرفه وهي لسة في كي جي وان .. زي ما تقول كد عشرة عمر
الاب : اه .. وبعدين
الابن : الصديق ده عيد ميلاده بكره .. وهي عايزة تروح وانا مش راضي
الاب : مش راضي ليه يابني ؟!
الابن : اصلها بتقولي بعد ما هتقدمله الهدية لازم تبوسه
الاب : تبوسه !! .. تبوسه ازاي يعني ؟!
الابن : تبوسه ياببا يعني تبوسه !!
الاب : طاب ما تقدمله الهدية من غير ما تبوسه؟!
الابن : بتقولي مينفعش .. يزعل منها .. مابقولك أصحاب من كي جي وان !! وبعدين بيني وبينك .. هما متعودين من زمان يبوسوا بعض .. وخصوصاً في المناسبات اللي زي دي
الاب ساخراً : طبعاً يابني .. مش أصحاب وعشرة عمر !!
الابن : بس أنا بقي لما خطبتها أمرتها أنها تصاحبه بس .. لكن متبسوش .. وخصوصا بعد ما عرفت ان البوسة بتاعته وحشة
الأب : وحشة !! وحشة ازاي يعني ؟!
الابن : زي اللي بتيجي في الافلام الاجنبية
الاب : اه .. بوسه واخده حقها يعني
الابن : ايوة .. ف عشان أنا وهي منزعلش مع بعض .. قالتلي ع الحل بتاع فيلم صيد الحيتان ده
الاب : وصيد الحيتان ده هيحللكم المشكلة دي ازاي .. هتصيدوا حوت ويبوسوا مكانها ؟!
الابن : لائ طبعا !! .. هي بتقول ان فاروق الفيشاوي هو اللي صاد حيتان اكتر .. وانا بقول ان الهام شاهين هي اللي صادت حيتان اكتر .. فلو كسبت انا مش هتبوسه .. ولو كسبت هي هتبوسه بقي وامري لله .. شفت بقي ابنك حمش ازاي ؟!
هشام بصوت خافت : لا راجل يلا !!
الاب : لا كويس كده بس انت متأكد ان انت اللي هتكسب الرهان ؟!
الابن : طبعا متأكد .. أصل بصراحة سمعته قبل كده لوحدي وشفت بعيني الهام شاهين وهي بتصيد اربع حيتان وبساريايا كمان .. اما فارق الفيشاوي صاد تلاته بس
الاب : لا .. يبقي كده انت اللي هتكسب .. جدع يابني طالع لأبوك
ثم يرن محمول الابن
الابن منزعجا: شفت بقي .. اكيد هي فكرتني فلسعتها زي كل مرة .. الو .. ايوه يا لولو ... معلش يا حبيبتي أصل كنت بوصل بابا للمحطة .. أصله مسافر البحر الاحمر .. لا والله يا لولو مش حجة زي كل مرة ولا خاجة .. ماشي يا لولو .. مسافة السكة
ثم يغلق المحمول ويقول لأبيه
الابن : طاب عايز حاجة يا بابا .. لام
يقبله في خده ثم يجري مسرعا
الاب : استني يابني رايح فين ؟! طاب ركبني القطر وأمشي !! يا .. اهو مشي .ز يقطع لولو وسنسن لولو .. طب والحاجة دي هشيلها ازاي ؟! هو انا قادر أشيل نفسي !!
ثم يلتفت الي هشام وينظر اليه ثم يقول:
الاب : لو سمحت يابني
هشام : نعم ياحج
الاب : انت مش كنت عايز تشيل الحاجة دي من شوية ؟
هشام : اه
الاب : طب تعالي شيلها
هشام : ما انت زعقت فيا وقولتلي مش عايز شيال ؟!
الاب : ما اصل كنت مفكر ابني هيفضل معايا لحد ما اركب القطر .. مش هيسيبني ويروح ل لولو !!
هشام : ماشي ياحج .ز عشان خاطر حضرتك في سن والدي بس
الاب : شكرا يابني
هشام : انا سمعت ابن حضرتك بيقول انك مسافر البحر الاحمر .. هتصيف هناك السنة دي ولا ايه ؟!
الاب : ههههههه .. أصيف!! لا يابني انا عمري في حياتي ما صيفت
هشام : يبقي أكيد عشان شغا .. لو حاجة شخصية حضرتك متقولش أو مش عايز تقول خالص براحتك .. لأحسن تفكرني متطفل ولا حاجة
الاب : لا يابني لا شخصية ولا دياولوا .. هو انا فعلا مسافر عشان شغل .. اصل عقبال عندك جالي جواب التعيين
هشام : نعم !!
الاب : متستعجبش يابني الجواب أهوه لو مش مصدقني .ز وجه تعيني في البحر الاحمر كمان
هشام ينظر الي جواب التعيي ثم يقول
هشام : بس الحكاية دي مش جت متأخره قوي يا حج ؟!
الاب : لا متأخر ولا حاجة .ز أنا أحسن من غيري .. في ناس بتفضل مستتية الجواب ده عمرها كله ومبيجيش وتفضل عايشة علي امل لحد ما بتموت .. لكن أنا الحمد لله أملي اتحقق
هشام : الله يطمنك يا حج !! الا قولي يا حج هو انت عندك كام سنه دلوقتي ؟
الاب : تسعه وخمسين سنه
هشام : يعني هتستلم الشغل لمدة سنه واحده بس وبعدها تطلع معاش
الاب : معدن
هشام : ودي ايه الملفات دي كلها ؟!
الاب : دي مصوغات التعيين
هشام : كل دي مصوغات تعيين ؟!
الاب : وعلي الله بس ميطلعش في حاجة ناقصة
هشام : كمان !! .. لا ربنا يوفقك يا حج
الاب : الله يخليك
وفجأة ياتي شاب اخر يعمل شيال ايضا
نمرة يحادث نفسة قائلا
نمرة : هو الجدع ده مكشوف عنه الحجاب ولا ايه ؟! ( يقصد هشام ) تالت زبون في عشر دقايق بس وانا مش لاقي زبون واحد .. ماشي يا هشام .. اتزم الهفه منك
ينتظر ثواني ويبدوا انه يفكر ماذا يفعل ثم يقوا : اه .. ثم يصعد السلم خلف هشام ويخطف الشنطة من يد هشام ويقول:
نمرة : هتقرب مني هاشرحك !!
الاب : الله الله الله .. ده حرامي ده ولا ايه ؟!
هشام : لا ياخح مش حرامي .. ده زميل في المهنه
الاب : زميل في المهنه ويخطف الشنطة بالشكل ده ؟!
هشام : معلش .. أصله شايف نفسه حبتين .. انت قد فتحة المطوة دي يلا يا نمرة ؟!
نمرة : لو مش قدها مكنتش فتحتها يا زمل !!
هشام : طب اقفل المطوة دي ورجع الشنطة زي ما كانت
نمرة : مش هقفلها والزبون ده ليا انا ومحدش هيشيل الحاجة دي غيري
هشام : اعقل يا نمرة مش هشام اللي تعمل معاه الحركات دي
نمره : مش هعقل وسيب باقي الحاجة بقولك
الاب : يا اولاد صلوا ع النبي وواحد فيكوا يشيل الشنط وخلاص
الاب يسمع صوت صفارة القطار
الاب : القطر دخل المحطة أهوه
هشام : بقولك سيب الشنطة يا نمرة
نمرة : مش هسيبها وان قربت مني هاشرحك ده تالت زبون انت اللي تشيله الحاجة وانا مش لاقي زبون واحد .. أشمعني يعني ؟!.. عشان انت معايا دبلوم وانت معاك ليسانس ؟!!
هشام : دي ارزاق يا نمرة
نمرة : وانت الصادق دي فهلوة
الاب : يا اولاد حرام عليكم القطر هايمشي ..طب اقولكوا .. اعملوا كلوا بامية
هشام : بامية ايه بس يا حج .. ماشي يا نمرة انا هاسيبلك الزبون .. بس مش عشان خفت من المطوة اللي في ايدك لا .. عشان خاطر الراجل اللي مالوش ذنب ده يضيع عليه القطر .. اتفضل
ثم يترك له باقي الحاجة
تمرة : يلا بينا يا حج .. عن اذنك يا هش .. ايوه فبل ما انسي هاخد منك 200 جنيه
الاب : نعم يابني 200 جنيه عشان تشيلي شنطة وشوية ورق؟!
تمرة: انا اسعاري كده .. وبعدين الحاجة كلها غليت اليومين دول.. والبانجو اللي كنا بنشحته بقي بالشئ الفلاني
الاب : بس يابني ..
نمرة : عاجبك ولا اولعلك فيهم ؟
الاب : لا عاجبني يابني
نتمرة : يلا بينا
هشام يحادث نفسه قائلا : ماشي يا نمرة ليك يوم معايا .. يا ساتر يارب .. الناس بقيت زي الكلاب بتقطع بعضها عشان اللقمة .. بقي دي اخرتك يا هشام واحد معفن حد الدبلوم منحه من الريس يفتح عليك انت مطوه ؟!! معلش .. زبون تاني اهو جاي .. يا كريم يارب
يتبع ...
🎉🎉🎉🕺🏼👜حلوة
ردحذف