رواية سفاحاً من أبي
الحلقة الثانية
للكاتب المصري محمد مالك
جميع الحقوق محفوظة
بسم الله الرحمن الرحيم
مشهد 1 حجرة الصالون بشقة طارق وكيل النيابة ليلي / داخلي
نري طارق وكيل النيابة يجلس وأمامه دكتور فيصل بيده فنجان من الشاي وبعد أن يرتشف رشفة من الفنجان ينظر الي طارق مبتسما ً قائلا ً :ـ
فيصل : الف الف مبروك يا طارق باشا يتربي في عزك ان شاء الله
طارق : الله يبارك فيك يا دكتور فيصل عقبال ما نفرح بعوضك ان شاء الله
مترجيا ومتمنيا ً بشدة
فيصل : يارب يسمع من بقك ربنا
طارق : ايه قربت تخلص رسالة الدكتوراه؟
فيصل : هانت الحمد لله .. بس مش عارف.. هستني هناك ولا هرجع
طارق : وتستني هناك ليه؟
فيصل : الجامعة اللي بحضر فيها رسالة الدكتوراه متمسكين بيا ومعتبرني كنز استراتيجي لا يمكن التنازل عنه
طارق متعجبا ً
طارق : طب ما دا كويس .. ده اعتراف منهم بعلمك .. ودي دوله وصلت فيها التكنولوجيا والعلم لدرجات كبيره وتمسكهم بيك معناه انك هتضيف ليهم
فيصل : عارف .. بس المشكلة مش فيا انا .. الاعتراض من نسرين
طارق متعجبا ً مستنكرا ً ذلك
طارق : وايه وجه الاعتراض؟!
فيصل : بتقلي بلدك اولي بيك واي جامعة في مصر تتمناك
طارق : بصراحة معاها حق
فيصل : والله لما نشوف .. كل حاجه في وقتها .. المهم.. ايه اخبار الشغل معاك
طارق محبطا ً وبحزن عميق
طارق :اهوه كل يوم بيورد عليا بلاوي لحد ما جالي اكتئاب
فيصل مندهش ومتعجبا ًبشدة
يااه .. للدرجه دي معدل الجريمة زاد؟!
طارق : هو زاد بعقل ! ده انا بقيت حاسس ان الناس بقت الجريمه بالنسبة لها شئ أساسي زي الاكل والشرب
نري علامات الدهشة والتعجب على وجه فيصل
فيصل : عارف دا من ايه يا طارق ؟ .. ده بسبب مثلث الخطر اللي بيدمر أي دوله .. الجهل والففر والمرض
طارق : ربنا يستر
وفجأة تفتح الباب نسرين وتنظر في تعجب قائلة
نسرين : طبعا ً قاعدين تتسامرو مع بعض! .. زمايلك بره يا سيادة الوكيل
طارق : أدديني طالعلهم بعد أذنك يا دكتور
فيصل : أتفضل
نسرين تنظر الي فيصل نظرة ذات معني من شدة الغيظ وفيصل يلاحظ ذلك فيقول:ـ
فيصل : ايه بتبصيلي كدت ليه ؟!
نسرين : خلي مامتك تبطل تبحلق فيا .. خلي الليلة دي تعدي على خير
نري علامات التعجب على فيصل ويبدو أنه يعرف سبب تلك النظرات ولكنه يحاول أخفاء معرفة السبب
فيصل : وماما بتبصلك ليه ؟! .. أه .. اكيد طبعا ً متوحشاكي ما
ليها فتره طويلة ما شافتكيش يا حبيبتي
نسرين متعجبة وتدرك انه يعلم السبب الحقيقي لتلك النظرات ولكن يحاول اخفاءه لاحتواء الموقف
نسرين :ـ يعني هو ده السبب ؟! طيب
تخرج من الغرفة وتغلق خلفها الباب
رد فعل على وجه فيصل
ـ قطع ـ
مشهد رقم 2 الصالة بشقة طارق وكيل النيابة ليلي /داخلي
نري مجموعة من النساء والاطفال والمكان مزدحم بشدة والزينة في كل مكان .. ونري النساء تزعرد وتهلل والاطفال تردد أغنيه خاصة بالسبوع ونسمع هنا صوت الاغنية ونري المولود داخل الغربال وريهام تمر من فوقه والدادا تسمي عليها ثم نري وجه والدة الدكتور فيصل وهي تنظر نظره ذات معني الي الدكتورة نسرين والتي تقف بجوار والدتها المحامية غيداء البحيري وتلاحظ تلك النظرات ويبدو عليها الاستياء الشديد وفجأة تنظر غيداء الي أبنتها وتلاحظ علامات الاستياء على وجهها فتسألها في تعجب :ـ
غيداء : مالك يا نسرين .؟! في حاجة مضيقاكي ؟
نسرين : ومضايقش ازاي ( وهي تنظر الي والدة فيصل وتلاحظ غيداء ذلك )
من ساعة ما جت وهي ما بطلتش بحلقه فيا
يبدوا لنا أن غيداء قد تضايقت هي الأخرى بسبب تلك النظرات وتحاول أن تهون على ابنتها
غيداء : متركزيش معاها
نسرين :ـ نسرين ( بتعجب شديد ) يعني ايه مركزش معاها انتي
مش شايفة الطريقه اللي بتبصلي بيها !
غيداء :ـ عشان كدا بقلك متركزيش معاها .. أعملي عبيطه ومش شايفاها..
كدا هتحرقي دمها هي بدال ما يتحرق دمك انتي .. فهمتي ؟
نسرين : ( بغيظ شديد ) حاضر
ثم تصرف النظر عن حماتها والدة فيصل وتتوجه بالنظر الي أختها وتبتسم وكأنها تحاول اظهار عدم المبالاه بتلك النظرات.
وفجأة يظهر فيصل متوجها ً ناحية غيداء ونسرين قائلا ً لغيداء :ـ
فيصل :ـ في ناس عاوزينك يا حماتي
غيداء :ـ ( مندهشه) ناس مين؟!
فيصل :ـ معرفش .. بس باين عليهم صعايدة
غيداء :ـ صعايدة ! فينهم ؟
فيصل :ـ قعدتهم في الصالون
غيداء : اوك بعد ازنكم
فيصل بابتسامه رقيقة وعباره يكسوها الحب والحنان يقول لنسرين
فيصل : عقبالنا يا قمر
نسرين تنظر اليه نظره ذات معني دون تعليق
فيصل : احم .. ( ثم ينظر الي والدته مشيرا اليها بيده قائلا ً ) منوره يا ست الكل
الام تومئ برأسها ويبدوا عليها الغضب والاستياء
نسرين تضرب فيصل بالكوع في صدره من شدة الغيظ .. الام تلاحظ ذلك .. فيصل يبتسم ويتظاهر بأنها دعابه .
ـ قطع ـ
مشهد 3 حجرة المكتب بشقة طارق وكيل النيابة ليلي/داخلي
يجلس طارق على مكتبه وخلفة مكتبه كبيره بها مجموعة من الكتب المختلفة وأمامه يجلس ثلاثة من أصدقائه وكلاء النيابة ويبدو أنه منفعل بشدة
طارق : يعني أيه هشام المليجي يفرج عنه ؟!
وكيل النيابة 1 : يعني براءة من سرايا النيابه لعدم وجود دليل ادانه
طارق : ازاي دا مقفوش وفي شنطة عربيته 20 ك هيروين
وكيل النيابة 1 : (بسخرية) لا ما السواق بتاعه أعترف أن المخدرات دي تخصه وهشام ميعرفش عنها حاجة
طارق : يابني أنت مش قلتلي أنه سبق وأعترف في محضر الشرطة ان المخدرات دي بتاعته وأكد الكلام ده في محضرك في النيابة
وكيل النيابه 1 : ورجع وغير كلامه وانكر انه قال كدا أصلا ً والمحامي بتاعه قال أنه بيعاني من بدايات مرض الزهايمر ومش واعي للي بيقوله ولما عرضناه علي الطب الشرعي قال ان في احتمال يكون مصاب بالزهايمر وخصوصا ً ان عمره عدي 80 سنة يعني مافيش دليل ادانة .. يبقي افراج
وكيل النيابه 2 : ياعم طارق انت مش عارف ان الراجل ده كان سفير خارجية ويعتبر من كبار رجال الاعمال في أمريكيا
وكيل النيابة 3 : ومعاه أكتر من جنسية .. ولا مراته الأمريكانية اللي أبوها عضو في الكونجرس الامريكي
طارق يبدوا عليه علامات التعجب والاستياء الشديدين
طارق : يعني دا مبرر أنه يتاجر في المخدرات والسلاح ويدمر البلد .... انتوا كلكوا عارفين ان الراجل ده عليه علامات استفهام كتير وخصوصا ً ثروته اللي تضخمت بين يوم وليله وبقي أكبر رجل أعمال في امريكا زي ما بتقول
وكيل النيابة 2 :يا عم بيقلك مافيش دليل ادانه عليه وبعدين الناس دي لما بتقع بتلاقي ألف واحد يشيل عنها .. يعني فكك بقي
وكيل النيابه3 : ما تحاول تنسي الشغل شوية .. ده حتي سبوع أبنك انهادرة!
طارق بحزن واكتئاب شديدين
طارق : سبوع ايه بس .. مش بقلك هيجيني احباط يا دكتور فيصل!
ـ قطع ـ
مشهد رقم 4 حجرة الصالون بشقة طارق ليلي / داخلي
حيث تقف غيداء في منتصف الحجرة وخلفها يجلس رجلان يبدوا من ملابسهما أنهما من الصعيد وكلاهما يمسك بعصاه في يده ليتكأ عليها وقد تجاوزا الخمسين من العمر ويبدوا لنا علامات الغضب والاستياء على وجه غيداء.
الحاج محمد : هي دي الطريقة اللي بتقابلوا بيها ضيوفكم يا دكتورة ؟!
غيداء : قصدك دي الطريقة اللي بيترد بيها على نوعية الكلام اللي زي كلامك يا حج محمد
الحاج محمد : واحنا غلطنا في ايه عاد ؟! احنا بنقلك ان ولدنا محبوس ومحكوم عليه بالإعدام في قضية قتل والنقض اخر فرصة لينا والجلسة بكرة الصبح .. وجايين نقلك احنا واقعين في عرضك دافعيلنا عن الواد وشفيلنا حل .. يبقي عنتكلموا وحش عاد ؟!
غيداء : ولما تيجي يا حج تقلي دافعي عن ابني وانت عارف
انه متهم في قضية قتل مع سبق الاصرار والترصد واخد حكم بالإعدام ..
وده باعترافه وشهادة الشهود .. وانت جيتني قبل كدا وقلتلك اسفه مش بدافع
عن مذنبين وماليش في الغش والتدليس ومع ذلك مصر تضايقني .. دا تسميه ايه يا حج محمد ؟!
الحاج رشاد : بس احنا ولدنا برئ وكل ده متلفقله
غيداء : ( بسخرية ) برئ .. برئ ازاي وهو قاتل بنت زي القمر وشاب زي الورد.. كل ذنبهم ان البنت عاوزة تحافظ على شرفها وهو بيحاول يغتصبها والولد ياعيني حاول يدافع عنها وينقذها من ايده
الحاج محمد : محصلش الكلام ده
غيداء : ( بتعجب ) ما علينا .. وبعدين انت ازاي جايين عاوزيني ادافع ع
ن ابنكم وانتم عارفين اللي حقق مع ابنكم ووصله للمحكمة طارق جوز بنتي ..
انتم عاوزيني اقف قدام جوز بنتي في المحكمة ؟!
الحاج محمد : ما هو طارق بي يشكر بردك ..
هو اللي لف حبل المشنقة حاوالين رقبة ولدي
غيداء : لا .. ابنك اللي عمل كدا في نفسه ..
وبعدين ما أنتم حاولتم ترشوا طارق ومعرفتوش قمتوا هددتوه
الحاج محمد : محصلش الكلام ده
الحاج رشاد : احنا منعملوش اكده يا دكتوره انتي عرفانه زين
غيداء : عشان ما انا عرفاكم زين بقولكم للمرة الالف ..
اسفه مش هقدر ادافع عن ابنكم وانتم عارفين مبدأي كويس
الحاج رشاد : اظاهر مافيش فايدة يا محمد
الحاج محمد : يعني احنا جاينلك من اخر الدنيا وواقعين في عرضك ..
تكسفينا بردك ! دا احنا هندفعولك اجرة ما خدهاش اكبر محامي فيكي يا بلد
غيداء : ( مستاءه بشدة ) هنرجع تاني نتكلم بالطريقة دي !
الحاج محمد : ع العموم شكرا ً يا ست الدكتورة ويا تري هنسلموا على طارق بيه ونباركوله ولا لا؟
غيداء : من الافضل انكم متقابلهوش وانا بشكركم بالنيابة عنه
الحاج محمد : علي ايه لا شكر على واجب يا دكتوره .. سلاموا عليكم .. بينا يا رشاد
يتوجه الحاج محمد والحاج رشاد خارج باب الغرفة ورد فعل على وجه غيداء قائلة بتعجب واستياء شديدين
غيداء : ايه الناس دي وجايين لحد هنا كمان ؟!
ـ قطع ـ
مشهد رقم 5 ورشة ماهر السمان ليلي / داخلي
يقف ماهر أمام خزنته المفتوحة الممتلئة بالمال ونراه يأخذ منها ويضع في جيبة وهو يردد أغنية لمحمد حماقي عرفه احلي حاجة فيكي
ماهر : عرفه احلي حاجة فيكي .. بتحبي أي شئ عنيكي تيجي فيه .. قمر دا ايه اللي تتساوي بيه ..وتعالي اقلك ...
فجأة يرن الموبيل والمتصل زنوبه الراقصة وزوجته عرفيا ُ ورد فعل على وجه ماهر قائلا ً
ماهر : ودي عايزه ايه دلوقتي ؟! .. الو
قطع وانتقال الي
زنوبه تجلس على في الصالة داخل شقتها ترتدي قميص نوم أبيض وتلعق لبانه ويبدو عليها الغضب والاستياء الشديدين
زنوبة : الو .. أخيرا ً رديت يا حج !
قطع وعودة الي
ماهر : ما قلنا بلاش كلمة حج دي
قطع وانتقال الي
زنوبه : طيب متزقش .. بلاها حج.. هي مش راكبة اصلا ً!.. اقلك يا ماهر بي ؟ ولا اقلك يا واد يا ماهر زي ما كنت بتحب اناديك .. ولا نسيت ؟!
قطع وعودة الي
ماهر : اخلصي يا زنوبه عاوزه ايه مش فاضيلك
قطع وانتقال الي
زنوبه: ( بسخرية ) مش فاضيلي .. امال فاضي لايه يا ماهر باشا ؟!.. ولا خلاص ضحكت عليا ببقين حمضانين وسطرين حبر في ورقتين وأخدت غرضك مني ودلوقتي مصدرلي الطرشة .. لا أصحي انا زنوبه اللي كُِبارات البلد بيترموا تحت رجليها ويتمنولها الرضا ترضي
قطع وعودة الي
ماهر : مش وقت كلام يا زنوبه .. قلتلك مش فاضي
قطع وانتقال الي
زنوبه : (بغضب) امال هتفضالي أمتي يا ماهر ؟! ولا أنت قعدتني من الشغل وحبستني بين اربع حيطان وسايني أهري في نفسي .. عاوزه أشوفك تعالالي حالاً
قطع وعودة الي
ماهر : بكره أعدي عليك
قطع وانتقال الي
زنوبه : ( بإصرار والحاح شديدين ) لا تيجيني دلوقتي
قطع وعودة الي
ماهر : وبعدين معاكي قلتك بكره هجيلك ( ثم يغلق الخط ويتأفف ) أف حاجة تقرف
قطع وانتقال الي
زنوبه : ماشي يا ماهر بتقفل السكة في وشي .. ان ما وريتك
ورد فعل على وجه زنوبه
قطع وعودة الي
ماهر : ( محدثاً نفسه ) حاجه تقرف ..
ثم يدخل صفوت ويبدوا عليه علامات الحزن والغضب
ماهر : نعم يا سيدي انت كمان .. عايز ايه؟
صفوت : عايزين نقبض يا حج .. عيالنا بتصرخ من الجوع ومش معانا نأكلها
ماهر : بكرة
صفوت : يا حج انت كل يوم تقلنا بكرة .. وبكره بجيب بعده .. يا حج حرام احنا بنستلف عشان نصرف علي بيوتنا والاسم شغالين في اكبر ورشة عربيات في مصر
ماهر : خلاص انت هتولولي .. خد يا عم
ثم يرمي له بعض المال على الارض بمنتهي العجرفة والاذلال وينزل صفوت الي الارض لأخذ المال ويبدوا انه قد أحس بالسعادة
صفوت : شكرا يا حج ربنا يخليك لينا (ثم ينصرف)
ماهر : خد ياض
صفوت : (يرجع للخلف) نعم يا حج
ماهر : مش قلتك بدال المرة مليون بلاش كلمة حج دي ؟!
صفوت : ( متعجبا ً ) أمال أقول ايه بس ؟!
ماهر : قلي ياباشا .. قلي يا بيه .. قلي يا باش مهندس .. متقليش حاجة خالص .. فهمت؟
صفوت : حاضر يا حج
ماهر : تاني ؟! امشي ياض اطلع بره .. جاتك مصيبة انت وزنوبة في يوم واحد
رد فعل على وجه ماهر
ـ قطع ـ
مشهد رقم 6 داخل حجرة نوم بفيلا غيداء البحيري ليلي / داخلي
د / نسرين مستلقية ع السرير ويبدوا عليها الغضب والاستياء الشديد مما حدث من والدة فيصل .. فيصل يعلق ملابسه بالدولاب ثم يتوجه ناحية نسرين قائلا ً بمنتهي الرقة واللطف :ـ
فيصل : مالك يا ست الكل .. زعلانه ليه؟
نسرين : يعني مش عارف زعلانه ليه ؟!
فيصل يتظاهر بأنه لا يعرف السبب
فيصل : لا .. معرفش بجد
نسرين : امك السبب يا دكتور
فيصل : ( وكأنه متعجبا ً ) ماما .. مالها ماما ؟!
نسرين : فيصل بلاش لف ودوران
فيصل : في ايه بس يا حبيبتي ؟
نسرين : يعني ما اخدتش بالك من نظرات امك ليا في السبوع؟! .. دي كان هاين عليها تقوم تمسك في رقبتي
فيصل : وانتي ايه خلاكي تتصوري كدا ؟
نسرين : انت عارف امك مش طايقاني من ساعة ما عرفت اني مبخلفش .. وعماله تزن على ودانك عشان تتجوز وفاكره اني انا منعاك .. لا يا حبيبي .. لو عايز تتجوز اتفضل .. روح خليها تجوزك
فيصل : وايه لزمته الكلام دا بس ؟! وبعدين أمي ست كبيره والمفروض متاخديش عليها
نسرين : مجنونة يعني ؟
فيصل بغضب شديد وصوت عال ونبره حادة
فيصل : نسرين .. أنا ما أسمحلكيش تغلطي في ماما لو سمحتي
نسرين : ما هو يا فيصل ...
فيصل يقاطعها
فيصل : بعد ازنك .. الحوار انتهي .. تصبحي على خير
يدير ظهره لها وينام ويسحب الغطاء علي وجهه
رد فعل على وجه نسرين
ـ قطع ـ
مشهد رقم 7 منزل ماهر السمان ليلي / داخلي
تجلس يسرا في غرفتها على مكتبها تستذكر دروسها ثم يرن جرس الموبيل .. يسرا تتثائب ثم تتمطع لتفرد ظهرها وتمسك بالموبيل ويبدوا أن المتصل أبنة خالتها منال وكن تكتشف أن المتصل أبن خالتها أحمد شقيق منال ثم تجيب قائلة:ـ
يسرا : الو
قطع وانتقال الي
نجد أحمد يجلس علي السرير بجوار أخته منال داخل غرفتها وقد تبدوا عليه مظاهر الارتباك والتوتر
أحمد : الو .. مساء الخير
قطع وعودة الي
(تتعجب يسرا عند سماع صوت أحمد وتصمت برهه )
قطع وانتقال الي
أحمد : الو
قطع وعودة الي
يسرا : أيوا يا أحمد
قطع وانتقال الي
أحمد : ايه صحيتك من النوم ؟
قطع وعوده الي
يسرا : لا صاحية
قطع وانتقال الي
أحمد : أصلك قولتي الو ولما سمعتي صوتي سكتي!
قطع وعودة الي
يسرا : اصل فكرت منال اللي بتتصل .. هي الوحيدة اللي بترخم عليا في وقت متأخر زي ده
قطع وانتقال الي
أحمد : ( مرتبك ) هو فعلا الوقت متأخر .. بس أنا حبيت اعتذرلك عشان لما جيتي عندنا انهاردة الصبح انا قلتلك هطلع اقعد معاكي ومطلعتش عشان كانت في ايدي مكنة غلبتني
قطع وعودة الي
يسرا : لا عادي ولا يهمك .. منال صاحية ولا نايمة
قطع وانتقال الي
أحمد : (مرتبك) منال .. اه .. صااا .. نايمة .. منال نايمه
قطع وعودة الي
يسرا : ماشي سلملي عليها الصبح لما تصحي .. عايز حاجه؟
قطع وانتقال الي
أحمد : لا .. تصبحي على خير
قطع وعودة الي
يسرا : وانت من اهله ( ثم تغلق الخط)
قطع وانتقال الي
رد فعل على وجه أحمد متعجبا ً من أسلوب يسرا معه ثم نجد منال تجلس بجواره تنظر اليه في تعجب وتعلق قائله:ـ
منال : ايه المكالمة الباردة دي !! بس عايز اكلمها .. عايز أكلمها !.. ده انت يابني من صربعتك حسستني اليسا قاعده قدامي وهتغني سهرنا يا ليل
احمد : ما هو ... ما أنتي شايفه اهوه مش مدياني فرصة حتي اتكلم معاها .. وقالتلي عايز حاجة .. يعني عايزة تقفل
منال : بصراحة الوقت متأخر جدا ًوبعدين ايه اللي طلع عليك فجأه كدا والا بالدين اكلمها ؟!
احمد : مش عارف ؟ عاوز اسمع صوتها وخلاص
منال بدعابة وسهوكة
منال :ـ ولا يا احمد .. اوعاك تكون مشغول بيها والحركات دي؟
احمد : قصدك ايه ؟
منال : يعني بتحبها مثلا ً
احمد مرتبك بشدة ويحاول أخفاء مشاعره
احمد : لا لا لا
منال : على أختك برضوا !
احمد ينهض من على السرير للخروج وفي يده مخدة صغيره كان واضعها على فخذيه محاولا ً الهروب من أسئلة منال .. منال تلاحظ ارتباك احمد الذي دفعه الي نسيان المخده في يده وسيأخذها معه الي الخارج ..
احمد : يلا تصبحي على خير
منال بدعابة
منال : طب والمخدة هتاخدها معاك ؟!
احمد : اه .. ماشي
منال : والله انت واقع لشوشتك
أحمد يضربها بالمخدة
أحمد : اتخمدي بقي
منال : اه .. ماشي يا حبّيب
ـ قطع ـ
مشهد رقم 8 صالة القمار ليلي / داخلي
يجلس ماهر السمان على طربيزة القمار وأمامه شخص ياباني ثلاثيني ونري الراقصة توته تدخن سيجاره تجلس بجوار الشخص الياباني وبجوارهم يجلس حامد رجل الاعمال صديق ماهر ومعهم شخصان أخران وبجوار توته يقف ربيع الجوكر حيث يدققان النظر بكل سخرية الي ماهر السمان الذي أصبح وجهه يكسوه العرق الغزير بسبب خسارته في اللعب ونري التوتر والقلق على وجهه ويديه وتنظر توته مبتسمه الي ربيع ثم تقول مستهزءه :ـ
توته : ادي ماهر بي منديل يا ربيع يمسح عرقه اللي هيغرق المكان ( تضحك بصوت عال )
ربيع : عنيا يا ست الكل
يخرج باكو مناديل من جيبه ويتوجه ناحية ماهر ويعطيه له ساخرا ً منه قائلا ً
ربيع : خد يا ماهر بي با كو مناديل بحاله اهوه ولو خلص فيه تاني ميهمكش
ماهر يأخذ باكو المناديل من ربيع وينظر له نظره ذات معني ويخرج منديل ويمسح عرقه بيد مرتعشه ثم يمسك بكأس الخمر بجواره ويرتشف منه ثم يواصل اللعب.. حامد يظهر ورقه .. فينظر اليه ماهر ويبدوا انه بدأ يشعر بالسعادة فيكشف عن ورقه هو الاخر بكل ثقه ولكن سرعان ما تتغير معالم وجه الجميع الي الحزن بعد أن كشف الياباني عن ورقه وفاز على الجميع وأخذ يجمع المال من على الطربيزه .. حامد معلقا ً بلهجة ذات معني
حامد : لا ...ايه الحظ الفقر ده!
ماهر : حظه نار الجدع ده!
توته بسخرية وأستهزاء
توته : معلش تعيش وتاخد غيرها يا باشا ( ثم تضحك بصوت عال )
ماهر متأثرا ً بشدة
ماهر : اسكتي وحيات أبوكي يا توته .. انا مش ناقصك
توته بسخرية ومزح
توته : انتي هتعيطي يابيضه .. طب سد يانونو سد
ماهر بغيظ وضيق شديدين
ماهر : يوووه .. والله أقوم امشي
حامد : تمشي تروح فين ... اقعد خلينا نعوض الخسارة
ماهر :نعوض ايه بس .. هو خلي معانا حاجة ! انتوا جيبتوه منين ده؟!
ربيع : ده ياباني يا باشا
ماهر : ياباني واللي قبله كان صيني .. انت حد مصلطك علينا يا جوكر؟! .. ياعني احنا عرفنا نغلب الصيني لما هنغلب الياباني!
توتا ما زالت تسخر من ماهر
توته : مالهم اليابانين يا بيضه دي حتي عنيهم ضيقة .. ماشيفوش قمر ازاي
ينظر ماهر الي توته نظره ذات معني
ربيع : حقك عليا يا ماهر بي .. المره الجاية هجبلك واحد صومالي عشان تعرف تغلبه
توته : ( وهي اضحك ) يوه جاتك ايه يا جوكر
ماهر : اتريق براحتك يا جوكر
وفجأة يُطرق جرس الباب اظهر معالم الارتباك على الجميع
توته : انت منتظر حد !
ربيع : لا ( ثم يتوحه مسرعا ً ناحية شاشة عرض الكاميرات ليري من بالخارج فيجد شخص واقف وخلفه اثنان بودي جارد )
ربيع : ( بتعجب شديد ) ده واحد معرفوش وفي اتنين واقفين وراه
وفجأه يرن موبيل توته فترد
توته : الو .. اهلا .. اهلا .. انت بره يا باشا ؟ .. هنفتحلك علي طول ( ثم تغلق الخط ) روح افتح يا جوكر متخفش
ربيع : مين ده ؟
توته : دا راجل أعمال كبير اوي .. من زباين الكباريه
يبدوا ان ربيع قد فرح فرحا ً شديدا ً ثم يقول
ربيع : بجد يا ست الكل ؟! ده أحنا ليلتنا فل انهارده
ثم يخرج ويغلق باب الغرفة متوجها ً ليفتح باب الشقة ماهر ينظر الي توته نظره ذات معني ويبدوا انه أحس بالضيق عندما علم أن توته قد تعرفت على شخص اخر ودعته ايضاً ليلعب معهم القمار .. توته تنظر الي ماهر نظرة لا مبالاه وكأن نظرته لا تعنيها في شئ .
ـ قطع ـ
مشهد رقم 9 كباريه الراقصة توته ليلي / داخلي
المكان مكتظ بالزبائن ونسمع صوت المغني وهو يغني أغنيه شعبيه يتراقص على أنغامها الحضور ونري ضاحي واقفا ً في وسط الصالة ويبدوا عليه مظاهر التهديد والوعيد وهو يراقب أبنته أميرة التي تجلس مع احد الزبائن وهي انظر اليه في خوف وترقب ونجد الرجل الذي يجلس معها يحاول ان يداعبها ثم يضع يده فوق يدها تحاول أن تبعد يدها ولكن تجد والدها يلاحظ ذلك فتتراجع عن ذلك ثم تلتفت الي الرجل وتبتسم له ابتسامه صفراء ويبدوا أنه قالت له شيئا ً لا نسمعه وفجأ تنهض من على الطربيزه متوجهة ناحية الحمام .. ضاحي ماسكا ً يدها قائلا ً بلهجه ذات معني ونبره حاده
ضاحي : علي فين ؟
أميرة : رايحة الحمام
ضاحي : ( متعجرفا ً) متتأخريش
أميره : حاضر
( أميره تتوجه ناحية الحمام ثم تدخل وتغلق الباب ثم تسند ظهرها على الباب ويبدوا أنها تشرع في البكاء مما تشعر به من الاهر والظلم الشديدين ثم تمسح عينيها وكأنها تحاول أخفاء تلك الدموع وتتنفس نفس عميق ثم تتوجه الي الحمام )
ـ قطع ـ
مشهد رقم 10 صالة القمار ليلي / داخلي
يقف ماهر السمان مع ربيع الجوكر في الصالة بعيدأ عن طربيزة اللعب يطلب منه أن يقرضه بعض المال ليستمر في اللعب
ربيع : أؤمرني يا ماهر باشا
ماهر : عاوز فلوس
ربيع : رقبتي يا باشا .. عاوز كام
ماهر : هات 150 الف
ربيع : اخضر برضوا
ماهر : امال اسود زي ليلتك المهببه دي!
ربيع : وماله .. ( يخرج ايصال امانه وقلم ) اتفضل
ماهر : ( متعجبا ً ) ايه ده؟!
ربيع : امضيلي يا باشا هنا
ماهر :وده ايه ده ؟!
ربيع : ايصال امانه
ماهر : بقي كدا !
ربيع : مش فصدى حاجة يا باشا والله .. بس بصراحه انت بتنسي انك استلفت من .. وده للتذكره مش اكتر
ماهر : حاضر يا جوكر
( يمسك الايصال ويوقع عليه ويعطيه للجوكر ويبدوا انه قد وقع علي ايصال فارغ )
ربيع : تسلم يا باشا .. اتفضل وانا جاي بالفلوس وراك
ربيع ينظر الي الايصال بفرح شديد ثم يقبله قائلا
ربيع : قشطه يا باشا
ـ قطع ـ
مشهد رقم 11 حجرة لعب القمار ليلي / داخلي
يتوجه ماهر ليجلس مكانه على الطربيزه ونري هشام المليجي رجل الاعمال رجل في السبعين من عمره ذو لحية بيضاء خفيفة يبدو عليه العظمه والوقار ويجلس بجوار توتا يدخن السيجار وخلفه يقف أثنان من البودي جارد .. توته تداعب ماهر قائلة
توتا : ايه رحت فين يا ماهر بي ؟
ماهر : كنت في الحمام
توتا : ( بسخرية ) ليك حق والله ( ثم تضحك )
ماهر ينظر اليها نظره ذات معني حتي تكف عن الحديث بتلك الطريقة منعا ً لإحراجه أمام الحاضرين
.. هشام يلاحظ ذلك معلقا ً بابتسامه خفيفة
هشام : الواضح انك بتعزي ماهر بيه اوي يا مدام توتا عشان كدا بتناغشيه طول القعدة
توتا : ماهر بيه دا معرفه قديمة اوي من ايام ما كان حتة ميكانيكي صغير ..
ماهر يقاطعها قائلا ً
ماهر : أحم .. منور يا باشا
هشام يبتسم ابتسامه خفيفة وقد ادرك ان ماهر اراد مقاطعة توتا عن الاسترسال في الحديث
هشام : ده نورك يا ماهر بي
ماهر ينظر الي توتا نظره ذات معني .. توتا تشعر بأنها كادت تقع في الخطأ ثم ابتسم ل ماهر بابتسامه رقيقة ثم يكشف هشام عن ورقه ويبدو أنه قد فاز .. نري علي الياباني علامات الحزن .. ماهر يفرح كثيرا ً ويهلل قائلا ً
ماهر : الله .. الله عليك ياباشا .. ايوه كدا
حامد : ( متعجبا ً ) ايه هو ده .. هو اللي كسب مش انت
ماهر : وماله .. المهم أنه كسب الواد الياباني ده ابو عين ضيقة .. اللي مبهدلنا من الصبح
ماهر يفاجأ أن الياباني قد فهم حديثة ويتحدث العربيه ولكن بطريقة متقطعة
الياباني : متفرحش أوي كدا .. لسة الليل طويل
ماهر مندهشا ً
ماهر : ايه ده .. ده بيتكلم عربي؟!!
حامد : ( يهمس في أذن ماهر ) اهو طلع فاهمك يا حلو .. عشان اقلك امسك لسانك وبطل شتيمه فيه
ماهر : (مرتبكا ً) أه !!.. احم .. منور يا كبير ( للياباني )
الياباني : بجد ؟!!
ثم يضحك الجميع بصوت عال
ـ قطع ـ
مشهد 12 كبارية توتا ليلي / داخلي
ضاحي يقف في منتصف الصالة ويبدوا ان ابنته لم تخرج من الحمام حتي الان ثم يلمح بسبوسة أحد البنات العاملات بالملهي والتي تجالس الزبائن تمسك حقيبتها ويبدوا انها تود الانصراف ويظهر عليها الارتباك فيستوقفها ضاحي قائلا ً :ـ
ضاحي : على فين يا بت ؟
بسبوسة : مروحة
ضاحي : ( بغضب وعصبيه ) نعم يا اختي .. مروحه دا ايه ان شاء الله .. والزبون اللي قاعد معاكي مين اللي هتقعد معاه بدالك؟
بسبوسة : اولا ً هو في دماغه حاجة تانية غير القعاد .. وانا منفعش
ضاحي : ومتنفعيش ليه بقي يا حلوة ؟!
بسبوسة : جالي ظرف فجأة
ماهر : ظرف ايه ؟!
بسبوسة : ( بخجل ) ظرف يا مستر ضاحي .. ظرف
ضاحي : ( يبدوا انه قد فهم مقصدها ) اه .. طب يا ختي .. غوري روحي جاتك القرف
ثم يلتف فلم يجد الرجل الذي كان يجالس ابنته أميره فيتشر أن الرجل قد غضب وانصرف فيتوجه مسرعا ً ناحية الحمام فيسمع صوت أبنته وهي تتوسل للرجل أن يتركها وشأنها ويقترب من الباب ويختلص النظر فنري الرجل الذي كان يجالس ابنته وهي تقاومه ونسمع الرجل يقول :
الرجل : اسمعي كلامي يا قمر .. ده انا هنفذ كل طلباتك
اميره : ( بتوسل شديد ومقاومة ) ارجوك سيبني اخرج
ثم نجد ضاحي يبتسم ابتسامة خبيثة ثم يغلق الباب عليهما ونرس الشر والخثة في عينيه وتأتي سيدة تريد أن تدخل الحمام فيعترض طريقها
السيدة : بعد ازنك الحمام
ضاحي : اسف جدا يا فندم .. الحمام مشغول .. اتفضلي حضرتك ده مفتاح الحمام الخصوصي بتاع صاحبة الكباريه .. هتلاقيه فوق
السيدة : (تبتسم وبرقه شديدة) شكرا ً لحضرتك
ضاحي : على أيه يا فندم .. انا تحت امرك
رد فعل على وجه ضاحي
ـ قطع ـ
مشهد 13 فيلا غيداء البحيري فجر / داخلي
نري فيصل يجلس على كرسي في وسط الفيلا يقرأ في كتاب في ساعة متأخرة جداً من الليل ثم نشاهد نسرين تنزل من أعلي سلم الطابق الثاني متوجهه نحو فيصل ويبدوا أنها أحست بالندم بعد أن تحدثت مع فيصل بأسلوب غير لائق متعجبه من بقاءه مستيقظا ًحتي الان ثم تحاول الاعتذار له وتحدثه بأسلوب نري فيه الندم والحزن.
نسرين : فيصل .. انت اللي ايه اللي مسهرك لدلوقتي ؟! احنا بقينا الفجر
فيصل يجيب بأسلوب غاضب وحزين
فيصل : بقرا شويه
نسرين : طب يلا اطلع عشان تنام
فيصل : لا اتفضلي انتي .. انا لسه قاعد شوية
تقترب نحوه ثم تجلس بجواره وتمسك الكتاب من يده وتحدثه بعبارات رقيقة يكسوها الاسي
نسرين : ممكن تجيب الكتاب ده
فيصل يعطيها الكتاب وينظر اليها ويبدوا انه غاضب ثم يصرف نظره الي مكان اخر بعيدا ً عنها
نسرين : عرفة انك زعلان مني ... معلش أنا أسفة
فيصل : نسرين قلتلك ميت مره طلعي ماما من دماغك ومتركزيش معاها اوي ... مهما ان كان دي ست كبيره ومش معناه انها مجنونة أو خرفت .. لا .. بس هي في دماغها حاجه احنا مش هنغيرها
نسرين : بس انت شفت بعينك كانت بتبصلي ازاي .. مامتك بتعاملني وحش اوي يا فيصل .. وكأني انا السبب في عدم الخلفة
فيصل : يا حبيبتي افهميني .. هي كل الحكايه ان نفسها تشوف حفيد ليها من ابنها الوحيد قبل ما تموت .. لكن مش معناه انها بتكرهك
نسرين : ( بحزن واسي شديدين ) بس انا ماليش ذنب في ده ... انا نفسي اكون ام بس ربنا مش رايد
فيصل : وانا ما اعترضتش على ارادة ربنا .. ولنفرض انها بتعاملك وحش زي ما انتي متخيله .. جوزك بيعاملك ازاي ؟!
نسرين : احسن معامله طبعا ً
فيصل : بس هو ده المهم .. وبعدين ماما ست رايحة مش جايه ومش هتشوفيها كل يوم يعني .. صح ولا انا غلطان
نسرين : صح .. فيصل اوعدني انك متسبنيش ابدا ً
فيصل : ( يمسك بيدها ) يا حبيبتي انا ماقدرش اسيبك ابدا ً .. حد يسيب روحه .. طب هيعيش ازاي؟!
ثم يقبل يدها
نسرين : ولا هتتجوز عليا في يوم من الايام ؟
فيصل يداعبها
فيصل : لا دي مااقدرش اوعدك بيها
يبدوا ان نسرين قد غضبت .. فيصل يضحك
فيصل : يا حبيبتي شيلي الاوهام دي من دماغك .. انا لا عمري هسيبك ولا هتجوز عليكي
نري نسرين وفد ظهرت عليها علامات الفرح وقد اطمئنت وارتاح قلبها ثم تقول بلهجة رقيقة جدا
نسرين : طب يلا نطلع فوق بقي
فيصل : يلا يا حبيبتي
يلف يده حول كتفها وتنظر اليه نسرين بشوق وحنان شديدين
ـ قطع ـ
مشهد 14 داخل كباريه توتا فجر / داخلي
نري الشخص الذي كان يحاول ان يتحرش بمنال ابنة ضاجي واقفا ً امام ضاحي ويبدوا انه قد اصيب في عينيه فنري احمار شديد حول عينه اليسري واضعا منديل عليها وبيده الأخرى سيجار ويتحدث مع ضاحي باسلوب انفعالي شديد ولهجة ذات معني فقد ضربته منال علي عينه ويحاول ضاحي الاعتذار.
ضاحي : انا مش عارف اقول لسيادتك ايه يا باشا .. انا اسف والله
نادر : انت متتأسفش خالص .. اسفك مش مقبول .. بنتك تجيني لحد عندي في شقتي وهي اللي تتأسف
ضاحي : هاجبها يا نادر بي .. وشرفك هاجبها
نادر يهدد ويتوعد ضاحي
نادر : ما هي لازم تيجي .. ولازم تعتذر .. وانا لازم اقبل اعتذارها .. عشان لو مقبلتش اعتذارها .. انت عارف انا ممكن اعمل ايه كويس .. ماشي يا ضاحي ؟
ضاحي : هتيحي ياباشا .. وهتركع تحت رجليك كمان
نادر : ( يقترب من ضاحي ) قدامك يومين اتنين .. فاهم
ضاحي : فاهم
نادر ينظر اليه نظره ذات معني ثم ينصرف ورد فعل على وجه ضاحي
ـ قطع ـ
مشهد 15 في الشارع فجر خارجي
ماهر يركن سيارته أمام المنزل ونسمع صوت اذان الفجر والمؤذن يردد قول الصلاة خير من النوم .. ونري ماهر يخرج من السيارة يتمايل يمينا ً ويسار ا ً من شرب الخمر لدرجة انه لا يعي الاذان ويردد اغنيه قديمة لسيد مكاوي .. يا ليل طول شويه ع الصحبة الحلوة ديه ثم لقطة للكاميرا على العمارة من الخارج .
مشهد 16 شقة ماهر السمان فجر / داخلي
نري يسرا ترتدي اسدال متوجه ناحية القبلة تصلي صلاة الفجر ونراها تقوم من السجود الاخير وتقرأ التشهد وبعد أن تفرغ من الصلاة ترفع يدها الي السماء وتدعي في سرها ولا نسمع ما تقول ثم تقوم وتضع السجادة على الكرسي وتتوجه نحو صورة والدتها المعلقة على الحائط وتقول بشوق وحنين شديدين
يسرا : وحشتيني أوي يا ماما .. ربنا يرحمك يارب
ثم تعلق الصورة مكانها وتطفئ النور وتتجه الي السرير لكي تنام وبعد أن تضع رأسها على المخدة تسمع صوت باب الشقة يغلق بعد فتحه فتدرك ان والدها قد وصل ثم تجده بعد ذلك يحاول فتح الباب .. يصيبها الهلع والخوف الشديد ونراها تنظر الي مقبض الباب في ترقب وحذر شديد مع انها تعلم ان الباب مغلق من الداخل ونسمع ماهر يناديها قائلا ً :ـ
ماهر : يا بت يا يسرا .. انتي يابت الكلب
ثم يترك مقبض الباب ونسمعه يردد أغنية سيد مكاوي يا ليل طول شويه .. يسرا تشعر بالارتياح بعد أن أبتعد عن الباب ثم تتنهد قائلة وكلها رجاء
يسرا : ربنا يهديك يا بابا
ـ قطع ـ
مشهد 17 في الشارع نهار / خارجي
تري منال ترتدي ملابس المدرسة وتسير على قدميها متوجه الي مدرسة التمريض ثم يظهر فجأة علاء ابن سيد السباك جارهم بالشارع والمتقدم لخطبتها يركب سيارة فارهة ويحاول أن يستوقفها
علاء : انسة منال .. أنسه منال
منال : ( بتقل ) نعم
ينزل علاء من السيارة ويتوجه نحوها
علاء : حضرتك رايحه المدرسة صح ؟
منال : لابسة لبس مدرسة ومعايا شنطة مدرسة .. والبالطو على ايدي .. يبقي أكيد رايحة المدرسة !
علاء : طب ممكن أوصلك ؟
منال : ( تنهره بشدة ) لا طبعا ً .. بصفتك ايه
علاء : ( متعجبا ً ) بصفتي جارك .. وبعدين انا متقدملك رسمي
منال : متقدملي اه .. لكن لسة متوافقش عليك .. يعني انت غريب بالنسبة لي
علاء : بس انا جارك وصاحب اخوكي احمد
منال : ده لا يديلك ولا يديني الحق اني اركب معاك وتوصلني .. وبعدين اتفضل عشان منظرنا كدا وحش .. ممكن اخويا احمد يشوفنا ويبقي يوم مش فايت
علاء : ( بلطف ) طب هنزروكم امتي عشان نقري الفاتحة ونلبس الدبل ؟
منال : والله الإجابة دي عند بابا مش عندي .. هو هيبقي يرد على باباك .. دا لو وافق يعني
علاء : ( مصدوم ومرتبك ) ليه هو ممكن ميوافقش ؟!
منال : الله اعلم
علاء : طب انتي مش موافقه ؟
منال : انا بالنسبة لي موافقة بس رأي بابا هو الاهم طبعا ًهيسأل عنك وهيوصلك الرد .. بعد ازنك عشان هتأخر على المدرسة
منال تواصل السير ونراها تبتسم فرحا بهذا اللقاء
علاء : اتفضلي يا ست البنات .. مقبول ان شاء الله
ثم يظهر شاب عشريني يدعي اشرف صديق علاء يتوجه نحوه ويبدوا انه قد شاهد هذا الموقف ويقول له بلهجة ذات معني ويبدوا انه متعاطي للمخدرات
اشرف : مين ياض يا علاء الموزه اللي كنت واقف معاها دي؟
علاء : موزة ايه ياض يا اشرف .. دي خطيبتي
اشرف : خطيبتك ؟! ودي خطبتها امتي بقي .. ده انت لحد امبارح بالليل مكنتش مرتبط
علاء : وانت مال امك .. خطبتها الصبح يا سيدي
اشرف : ( بسخرية ) والدخلة امتي ان شاء الله .. بالليل .. صح ؟
علاء : لا في الفجر .. دمك خفيف ياض
اشرف : طب خد ولع الاصطباحه دي
يخرج له سيجارة حشيش .. علاء يرتبك ويلتفت يمينا ً ويسارا ً ثم يدفع اشرف نحو السيارة
علاء : يخرب بيتك هتوديني في داهية .. دا بتقلك ابوها بيسأل عني
اشرف : ابوها مين .. وبيسأل عنك ليه ؟
علاء : اتنيل اركب .. هتوديني في داهية الله يحرقك
ـ قطع ـ
مشهد 18 مستشفي النساء والتوليد نهار / داخلي
نري عائشة تسير مسرعة يبدوا عليها الارتباك والقلق متجهة ناحية غرفة مدير المستشفي بعد أن علمت ان هناك تفتيش على المستشفي من وزارة الصحة وبجوارها أحدي الممرضات وتدعي شيماء
شيماء : لا كله تمام يا مس عيشة
عائشة : تمام أكيد .. قطن .. شاش .. غيارات .. ابر بينج .. ادوات وقاية .. كله موجود؟
شيماء : اه والله كله موجود .. مش مصدقاني تعالي شوفي بنفسك
عائشة : ما انا هشوف بنفسي طبعا ً
ثم تقابل أحدي عاملات النظافة حيث تقوم بمسح الطرقة فتستوقفها وتحدثها بلهجة ذات معني
عائشة : أنتي بتعملي ايه ؟!
عاملة النظافة : بمسح الطرقة
عائشة : لا سيبك من الطرقة دي دلوقتي .. وروحي نضفي الحمامات اللي بقي منظرها يقرف
عاملة النظافة : حاضر
عائشة : اتفضلي وانا ليا كلام مع المشرف بتاعكم .. ياربي .. ايه ده .. مافيش حد بيراعي ربنا في اكل عيشه ابدا ً؟!
ثم بعد ذلك يأتي ايمن مسئول الصيانه بالمستشفي ويقول
ايمن : صياح الخير .. قالولي انك عاوزاني ضروري يا مس عيشة
عائشة : صباح النور يا أيمن .. يا أيمن أنا مش قايلالك من السبوع ان الديب فريزر بتاع غرفة النفايات الخطرة عطلان وعايز يصلح ؟
ايمن : ايوا حصل .. وجبت واحد يصلحه قالي الموتور محروق وعايز يتغير .. فكتبت مذكره وعلي مكتب المدير من ساعتها
عائشة : ومجتش قلتلي أنا ليه ؟ اهو عندنا تفتيش انهاردة من الوزارة .. هنقلهم ايه لما يدخلوا اوضة النفايات ويلاقوا القريزر عطلان !!.. توصل دلوقتي المديرية عند جابر مسئول المخازن هيسلمك ديب فريزر ترفعه على تروسيكل وتيجي علطول انا لسة مكلماه.
ايمن : حاضر يامس .. هوا
عائشة : يلا بسرعة .. وانتي يا شيماء خدي حد من العمال وخليه ينضف اوضة النفايات ويغسلها كويس بالمطهرات لحد ما تروح الريحة المنيلة اللي فيها دي .. وتقفي على راسها لحد ما تخلص
شيماء : حاضر يا مس
تصل عائشة الي حجرة مدير المستشفي ونري لافته مكتوب عليها حجرة المدير ثم اطرق الباب وتدخل
ـ قطع ـ
مشهد رقم 19 حجرة مدير المستشفي نهار / داخلي
نري عائشة تقف أمام المدير وهو رجل خمسيني يجلس على مكتبة وعليها لافته مكتوب عليها د / وائل عبد الكريم مدير المستشفي
عائشة : صباح الخير يا دكتور
مدير المستشفي : صباح الخير يا عيشة .. ايه الاخبار .. كله تمام؟
عائشة : كله تمام يا دكتور .. مافيش غير الديب فريزر بتاع غرفة النفايات الخطرة وبعت أجيبه
مدير المستشفي : تمام .. الوزارة عندنا انهاردة ومش عايزنهم يمسكوا علينا غلطة
عائشة : ان شاء هيتبسطوا من المستشفي والدنيا هتبقي زي الفل
مدير المستشفي : ان شاء الله .. انا عارف انك نشيطه وشخصيتك قوية وبتحبي شغلك .. عشان كدا بعتمد عليكي في المواقف الحرجة اللي زي دي
عائشة : وانا عند حسن ظنك يا دكتور
فجأة تدخل أحدي الممرضات وتدعي فايزة فتاه ثلاثينية مسرعة ويبدوا عليها التوتر والارتباك نراها لا تستطيع التقاط انفاسها قائلة
فايزة : الحق يا دكتور
مدير المستشفي : فيه ايه يا فايزة؟
فايزة : الدكتور رامي اهل حالة اتوفت وهي بتولد ماسكين في خناقة ومش قادرين نحوشهم عنه
مدير المستشفي : ( ينهض بسرعة وارتباك ) ازاي ده ؟ّّ!
ـ قطع ـ
مشهد 20 مستشفي النساء والولادة نهار/داخلي
نري عائشة تسير بخطوات سريعة جدا ً تقترب من مكان المشاجرة وبجوارها الممرضة فايزة تحاول اللحاق بخطواتها السريعة وخلفهما مباشرة ًمدير المستشفي ونري تجمع من الناس وافراد الامن حول رجل ثلاثيني يرتدي جلباب بلدي يدعي فضل واخت زوجته فتاه عشرينية ترتدي عباءة سوداء وامه امراءه خمسينية ترتدي عباءة سوداء أيضا ً تحمل طفلا ًرضيعا ًويبدو ا انهما من الصعيد ويتحدثون بلهجة صعيدية وبعض افراد الامن وموظفي المستشفي يحاولون الفصل بين الطبيب المعتدي عليه واهل الحالة المتوفاه ونسمع اصوات مرتفعة ولكن لا نستطيع تمييز ما يقولون فالجميع يتحدث بصوت عال وفي وقت واحد والجميع في قمة الغضب وبعد أن تصل اليهم عائشة تتحدث بصوت عال وبغضب شديد قائلة
عائشة : ايه .. في ايه ؟
احد الموظفين : الراجل ده اعتدي ع الدكتور رامي بالضرب
مدير المستشفى يقترب من دكتور رامي ويصدم عنما يلاحظ اصابات متعددة في وجهه ويتحدث نبرة غضب فائلا
مدير المستشفي : مين اللي عمل فيك كدا يا دكتور ؟
فضل : انا اللي عملت فيه اكده .. ووحيات المرحومه ما هسيبه غير لما اخد روحه بيدي. ( ويحاول ان يعتدي عليه مره اخري
مدير المستشفى : انت بتتكلم ازاي ! انت فاكرها سايبه ؟!. . انا هطلب الشرطة حالاً
نري مدير المستشفى يحاول الاتصال بشرطة النجدة من تليفونه المحمول ولكن عائشة تتدخل لاحتواء الموقف منعا ً لحدوث شوشرة وخاصة ً والوزارة ستقوم بزيارة المستشفى
عائشة : لو سمحت يا دكتور ممكن نعرف ايه الموضوع قبل ما تتصل بالشرطة؟
فضل : ما تطلبوا الشرطة .. انتوا عتخوفوني ولا ايه ؟ انا عاوز الحكومة تيجي اهنه حالا وتشوف مرتي اللي انتوا قتلتوها .. انا هوديكم في داهية
عائشة : بقلك ايه يا راجل انت .. حط لسانك في بقك .. لأحسن وديني وايماناتي لأوديك في ستين داهيه .. انت اعتديت على موظف حكومي اثناء تأدية عمله وكمان بتتهمنا باتهامات باطله
فضل: ( بانفعال شديد ) بصي يا ست انتي .....
عائشة : ( تقاطعه ) بص انت .. يا تهدي عشان نسمع كلنا ونفهم ايه الحكاية بالظبط .. وبعدها لو ليك حق اعمل اللي عاوز تعمله وبالقانون .. يا ما خليك في صوتك العالي ده وهنطلبلك الشرطة وهنوديك في ستين داهية ومش هتعرف تاخد معانا لا حق ولا باطل .. قلت ايه ؟
يبدوا ان ام فضل ادركت انه من الافضل ان يصمت ابنها حتي لا يتعرض للمشاكل فتحدثه بلهجه فيها توسل وخوف
ام فضل : اهدي يا ولدي .. متوديش روحك في ستين داهيه .. امر ربنا عاد.. وطالت ولا قصرت كلاتنا هنموت
اخت المرحومة : ( بصوت حزين وباكي ) اهدي يا فضل .. خلينا نسمعوهم عيقولوا ايه .. اتفضلي يا ست الحكيمة
مدير المستشفي : ( معترضا ً ) لا .. هو انت هنتكلم هنا برضوا ! .. اتفضلوا ع المكتب بتاعي
يسير الجميع متوجها ً الي مكتب مدير المستشفي
ـ قطع ـ ( نهاية الحلقة )
الي اللقاء في الحلقة القادمة ..
تحفه وحلوة
ردحذفتحفه وحلوة
ردحذف