رواية احقا تراني هكذا
البارت العاشر
للكاتب المصري محمد مالك
رشا في غرفتها حزينه علي فقدان دادا فاطمه وتدخل عليها بدريةبدرية .. يا لهوي !! هو انتي لسة قاعدة في السرير ؟!!
رشا .. هروح فين بس يا بدرية ؟!!
بدرية .. يعني هتروحي فين ؟!! مش وراكي كبارية وحفلات جواز واعياد ميلاد وشغل مالوش اول من اخر !!
رشا .. صدقيني ماليش نفس للشغل خالص !!
بدرية .. عرفاكي حزينة ع المرحومة وفراقها مئثر فيكي اوي .. بس هنعمل ايه دي سنة الحياه ومينفعش نوقف اكل عيشنا عشان الحزن وزي ما بيقولوا الحي ابقي من البيت !قومي يا اختي البسي انتي بقالك ٣ ايام منزلتيش الصالة
رشا .. اللي مضايقني انها عاشت وحيدة وماتت وحيدة !! مكنش ليها حد ابدا يسأل عليها بعد جوزها ما دخل السجن .. الكل بعد عنها اول ما جوزها اتسجن واخدوها بذنبه مع انها كانت قريبة من ربنا اوي
بدرية .. كفاية ماتت وهي علي سجادة الصلاة .. مفيش احسن من كدا خاتمه .. يارب اوعدنا .. قومي بقي يا ست رشا الله يهديكي عندنا شغل
رشا .. حاضر يا بدرية
وتذهب رشا الي الصالة وتؤدي نمرتها كالعادة امام جمع غفير من الحضور جاءوا ليلقوا بأموالهم اسفل قدم رشا وتلاحظ رشا ان الملياردير المجهول الذي يطاردها لم يحضر الي الصالة كالعادة وبعد ان انهت نمرتها وصعدت الي غرفتها جاءها علي مسرعا
علي .. مش بقلك حظك حظ غوازي يا بنت الايه ؟!!
رشا .. ايه في ايه ؟!!
علي .. حامد سلطان طالبك بالاسم !!
رشا .. حامد سلطان مين ؟!!
علي .. حامد سلطان الوزير السابق يا بت
رشا .. معقول !! حامد سلطان يطلبني انا بالاسم ؟!! ودا شافني فين ؟!! هو بيجي يتفرج عليا في الصالة هنا ؟!!
علي .. لا عمره ما جه هنا .. بس اتفرج عليكي في التليفزيون وعجبتيه قام سأل عنك مدير اعماله واللي يسأل ميتهش قام مدير اعماله كلمني وقالي تعدي عليه انهارده بالليل عشان عامل حفلة ع الضيق بمناسبة عيد ميلاده
رشا .. اعدي عليه فين ؟!!
علي .. في الفيلا بتاعته طبعا
رشا .. انهارده ؟!!
علي .. ايوا انهارده يا بت المحظوظة وبالمره كلميه في مشكلة البيت بتاعكم .. انتي مش بتقولي صاحب البيت اللي فيه امك واخواتك رافع قضية طرد وعايز يظعتهم من البيت ؟!!
رشا .. ايوا
علي .. خلاص كلمية ودا راجل عنده نفوذ واكيد هيحللك المشكلة بمكالمة تليفون واحدة
وفي المساء تذهب رشا الي فيلا الوزير السابق فلا تجد اي مشهد يدل علي الاحتفال بعيد الميلاد وتنتظر في الصالون حتي يأتيها مدير اعمال الوزير السابق ويدعي رشوان ويقول لها
رشوان .. اتفضلي يا رشا .. الباشا منتظرك في الاوضة بتاعته فوق
وتصعد رشا مع رشوان وهي مرتبكة ومتوتره بعض الشئ حتي تصل الي غرفة الوزير السابق حامد سلطان ويطرق رشوان الباب فيأذن له حامد بالدخول
رشوان .. الراقصة رشا سعتك واقفة بره
حامد .. خليها تدخل
وتدخل رشا فتجد رجل ستيني متوسط الطول بدين بعض الشئ يرتدي روب ازرق وجهه شاحب حزين وكأنه يحمل هما يجلس علي كرسي في وسط الغرفة يدخن سيجار فاخر وينظر الي رشا بكل تمعن ورشا تنظر الي الارض
حامد .. روح انت يا رشوان
رشوان .. تحت امر سعتك
حامد .. تعالي يا رشا .. قربي هنا
رشا مرتبكه وتسير بخطوات بطيئة
حامد .. ايه مالك مكسوفه ؟!! مع اني ما اظنش ان في رقاصة بتتكسف يعني !!
رشا .. لا انا مش مكسوفة .. بس انا مش مصدقة اني قدام سعتك دلوقتي وبتكلم معاك كمان !!
حامد .. بجد ؟!!
رشا .. طبعا .. احنا يا باشا اخرنا نشوف حضرتك في التليفزيون وبنتفرج عليك واحنا بنتفض كمان !! ما بالك بقي لما اشوف حضرتك علي الحقيقة واتكلم معاك وش ل وش !! بصراحة انا مش مصدقة نفسي
حامد .. مش هتصدقيني بقي لو قلتلك اني انا اللي مش مصدق نفسي انك واقفة قدامي وبتكلم معاكي !!
رشا .. وانا ابقي ايه جمب معاليك ؟!!
حامد .. دا انا اللي اجي ايه جمب جمالك ورقتك وانوثتك الطاغية انا من ساعة ما شفتك بترقصي في التليفزيون وانا هتجنن عليكي !!
ثم يمسك يدها ورشا ترتبك اكثر فأكثر
حامد .. تعالي اقعدي جمبي يا رشا
رشا .. احم .. امال فين الحفلة بتاعة عيد الميلاد؟!! اصل انا مش شايفة اي مظاهر لأحتفال خالص !!
حامد .. لا انا المره دي عامل الحفلة ع الضيق وقررت ان محدش يحضرها غيرك انتي
رشا .. انا !!
حامد .. ايوا انتي يا ست الكل
حامد يقبل يدها بكل لطف
رشا .. هو عيد ميلاد حضرتك؟!
حامد .. اها .. انهارده بقي عندي ستين سنه !!
رشا .. بسم الله ما شاء الله .. مش باين علي سعتك خالص !!
حامد .. بطلي نفاق يا بنت انتي !! عرفة يا رشا زمان وانا في السلطه يوم عيد ميلادي كان التليفون دا ميبطلش رن طول اليوم دا غير الهدايا والبرقيات وبوكيهات الورد .. القريب والبعيد كان بيحاول يهنيني ويتقرب ليا بأي وسيلة .. دلوقتي بعد ما سبت الوزاره ويجي عيد ميلادي محدش بقي يتصل بيا خالص لا بعيد ولا حتي قريب !! حياه غريبة فعلا !! بس بجد زيارتك ليا انهارده بالدنيا كلها
رشا .. شكرا يا فندم .. كان ليا طلب عند سيادتك
حامد .. أأمريني
رشا .. صاحب البيت اللي امي واخواتي قاعدين فيه رافع عليهم قضية طرد بحجة ان البيت هيقع .. والبيت لا هيقع ولا حاجة .. هو عاوز يخرجهم من الشقة عشان يأجرهت مفروش ويكسب من وراها
حامد ..بسيطه جدا .. تأمريني يا رشا
رشا .. انا اسفة هتعبك معايا
حامد .. بالعكس انا عاوزك تتعبيني وتهدي حيلي كمان !! بقلك ايه ما تفرجيني بقي علي رقصك الجميل
رشا تأتيها رسالة علي المحمول من نفس الرجل المجهول تقول .. امشي دلوقتي حالا .. رشا لا تعيره اهتماما وتقوم بتشغيل الوضع الصامت للمحمول ثم تقوم وتخلع ملابسها فتظهر بدلة الرقص التي ترتديها ويقوم حامد بتشغيل الكاسيت ونسمع اغنية مليت ل يارا والدوزي وعندما تبدا رشا بالرقص ينقطع التيار الكهربائي فتظلم الغرفة تماما..
حامد .. ليه بس العكننه دي ؟!!
حامد يتصل علي رشوان
حامد .. خليهم يشغلوا المولد يا بني
ثواني وتعود الكهرباء بعد ان تم تشغيل المولد حامد .. تمام .. معلش يا رشا نبدأ من جديد
رشا .. لا انا تحت امرك
وعندما تهم رشا بالرقص مره اخري ينقطع التيار الكهربائي مره اخري فتظلم الغرفة ثانية
حامد .. وبعدين بقي !!
ثم يتصل علي رشوان
حامد .. ايه يا رشوان ؟!! ما قلت شغلوا الزفت المولد !!
رشوان .. شغلناه سيادتك وباين حصل فيه عطل هو كمان!!
حامد .. ودا وقته دا بزمتك !!
رشوان .. انا هتصرف سعتك متشغلش بالك !!
وكل ذلك والرجل المجهول يحاول الاتصال ب رشا ولكن رشا لا تسمع المحمول ولا تلقي له بالا ..
حامد .. وبعدين بقي !!
رشا .. واضح ان الكهربا بتقطع كتير هنا !!
حامد ..بالعكس دي اول مره تقطع فيها الكهربا انهارده !!
رشا تشم الرائحة الجميلة داخل الغرفة التي كانت تشمها دائما عندما تقابل الشخص المجهول الذي يدعي نور وتشعر وكأن خيال ما مر من امامها وجلس علي الكرسي الذي بجوار حامد
حامد .. ايه الغلاسة دي بقي !!
حامد يتصل ب رشوان
حامد .. ايه الحكاية يا رشوان النور مجاش لدلوقتي ؟!!
رشوان .. كلمت الكهربا يا فندم وقالوا ان فيه عطل في المحول الرئيسي عندهم وجاري اصلاحه
حامد .. والزفت المولد مش شغال ليه ؟!!
رشوان .. بعت اجيب الكهربائي يا فندم وجاي حالا
حامد .. والمفروض اني استني طبعا !! اقفل يا رشوان
رشا .. خلاص سعتك مش مشكلة ابدا نخليها وقت تاني .. الايام جاية كتير
حامد .. لا يا رشا انا في كامل لياقتي انهارده ومينفعش اسيب مزة جميلة زيك تعدي من تحت ايدي انهارده .. بصي انا هشغلك كشاف الموبيل وعندي كام اغنيه حلوين انتي هترقصي عليهم .. تمام ؟!!
رشا .. تمام
وعندما يقوم حامد بتشغيل كشاف الموبيل وتشغيل اغنية وتبدأ رشا بالرقص تتوقف الاغنية فجأة ولا تعمل وحامد يعيد تشغيل الاغنية عدة مرات وفي كل مره تقف الاغنية ولا تعمل
حامد .. ايه الحكاية !! الاغنية بتقف ليه ؟!!
بقلك ايه يا رشا احنا سيبنا من الرقص وندخل في الجد علطول تعالي جمبي ع السرير واثناء ما تصعد رشا علي السرير تلمح ظل الرجل المجهول علي الحائط يظهر فجأة وكأنه ينظر اليها بينما يقوم حامد بتقبيلها في انحاء مختلفة من جسدها .. رشا تنظر الي هذا الظل في دهشة شديدة وتلاحظه يحرك اصبعه في وجهها وكانه يقول لا وفجأة يتوقف حامد فجأة عن تقبيلها ويلقي برأسه فوق صدرها ولا يتحرك بعدها يختفي ظل هذا الرجل علي الفور وتختفي معه الرائحه الجميلة التي كانت تشمها رشا منذ قليل
رشا .. حامد باشا!! انت وقفت ليه ؟!!
ثم يعود النور الي الغرفة لترفع رشا حامد من عليها لتجده عيناه مفتوحتان وتنظران الي السقف وعندما تمسك يده وتتركها تجده قد فارق الحياه ؟؟؟؟؟!!!!!!!
تابعوني والبارت التالي .. تحياتي
#محمد_مالك
تعليقات
إرسال تعليق