رواية جعلتني خائنا
البارت الثالث
للكاتب المصري محمد مالك
شريف جاب كل الطلبات وراح عند نرمين الشقة وبمجرد ما رن جرس الباب نرمين فتحت من اول رنه وكأنها كانت واقفة ورا الباب ومنتظرة حضوره .. والاتنين عنيهم في عيون لمدة دقيقة .. شريف لاحظ من عيون نرمين الدبلانه الحزن الشديد وهي كمان قرت في عنيه كلام كتير وكأنه تعبان من شئ ..شريف .. ازيك يا نرمين
نرمين بصوت حزين ومنخفض.. ازيك يا شريف .. اتفضل
ويدخل شريف ويجلس علي الانتريه في الصالة ونرمين تجلس بالكرسي المجاور
نرمين .. مكنش ليه لزوم تعبك ده
شريف .. ولا تعب ولا حاجة .. انتي اخت قبل ما تكوني زميلة .. البقية في حياتك مرة تاني وشدي حيلك
نرمين .. حياتك الباقية يا شريف .. صدقني موت بابا حسسني بحاجات كتير مكنتش حساها قبل كدا .. اولهم الوحدة والضعف .. انا مش عرفة هعيش ازاي لوحدي .. هواجه الناس والمجتمع ازاي .. بابا كان بالنسبة لي مصدر القوة والامان
شريف .. اكيد طبعا وخصوصا انك وحيدة بس انا مستغرب جدا من موقف عمك ده
نرمين .. لا متستغربش .. خلاص مبقاش فيه صلة رحم زي زمان واللي يقلك ان العم او الخال والد قله انت كداب .. مفيش حد بيحل مكان الاب والام وفقدانهم عمره ما بيتعوض
شريف .. صحيح وخصوصا في الزمن الصعب اللي احنا عايشينه دلوقتي.. بس انتي حاطة ع الباب كمية ترابيس رهيبة؟!!
نرمين .. بقلك خايفة يا شريف .. من كتر الحوادث والمصايب اللي بقراها ع النت بقيت بخاف من اي رجل تقرب ناحية الباب .. لاحظ اني انا بنت وكل الشارع عارف اني وحيدة .. وشارعنا مليان ناس وحشة كتير
شريف .. طب يلا احشي ساندوتشات وكلي عشان باين عليكي الارهاق جامد
نرمين .. نفسي اكتر ما هو بدني
شريف .. شدة وتزول انتي قوية وهتعدي المرحلة دي انا متأكد
نرمين .. قلي ايه اخبار الجواز .. حلو ؟!!
شريف .. مش عارف اقلك ايه ؟!!
نرمين .. ايه مش مبسوط انك اتجوزت يا شريف ؟!!
شريف .. صدقيني مش عارف .. ابقي كداب لو قلتلك مبسوط وابقي كداب برضوا لو قلتلك اني مش مبسوط
نرمين .. مش فاهمة ؟!!
شريف .. الجواز كمبدأ شئ جميل .. لكن في حاجات ساعات بتكون غايبة عنك او مش مكنتيش شايفاها او مكنتش واضحة للدرجة اللي تخليكي تاخدي بالك منها ولما تظهر فجأة ليكي بتضايقك وتخليكي تبقي مش مبسوطة
نرمين .. افهم من كدا انك اكتشفت حاجات في مراتك مخلياك مش مبسوط ؟!!
شريف .. للأسف اه
نرمين .. معلش مش كل حاجة بتوضح في فترة الخطوبة ومادام بتحبوا بعض اكيد كل واحد هيحاول يغير الشئ اللي بيضايق التاني
شريف .. يا مسهل .. اتمني انه ده يحصل
نرمين .. صدقني يا شريف انت انسان طيب وشهم ونبيل واي واحدة ترتبط بيك ومتحاولش انها تتغير عشانك تبقي حدا خسرانه وهتندم لو معملتش كدا
شريف .. احم .. طي استأذن انا بقي عشان اسيبك ترتاحي شوية ولو عزتي اي شئ كلميني متتردديش
نرمين .. حاضر .. كتر خيرك يا شريف
وينصرف شريف وطوال الطريق يفكر في الجملة التي قالتها له نرمين ويعود الي المنزل وتمر الساعات ولم تعود نور واصبح الوقت متأخرا قد تجاوز الثانية صباحا ولم تعود زوجته فاتصل بها
شريف .. ايه يا نور اتأخرتي ليه كدا؟!!
نور .. معلش يا حبيبي اصل مستر عاطف عزمنا انا واصحاب شركات الدعاية والاعلان اللي وقعنا معاها انهاردة علي العشا ساعة واكون في البيت
شريف .. اها .. يعني اتعيشتي كمان برة وانا اللي مستنيكي ومش عايز اكل من غيرك مع اني جعان جدا
نور .. معلش يا شريف الاكل عندك في التلاجة سخنه وكل يا حبيبي
شريف .. اوك سلام
نور .. انا مش هتأخر جاية علطول
شريف .. لا عادي براحتك .. سلام
ويرفض شريف ان يتناول اي طعام يكتفي بأن يشرب سيجارة وكل كام دقيقة ينظر الي الساعة ينتظر عودة نور التي طالت غيبتها حتي اخذه النوم ومع اذان الفجر يستيقظ شريف علي صوت جرس الموبيل وينظر بجوارة فلم يجد نور فينظر الي الساعة فيجدها قد تجاوزت الرابعة ثم ينظر الموبيل فيجد المتصل نرمين
شريف .. الو
نرمين .. الحقني يا شريف في ٣ شباب واقفين ع الباب وبيخبطوا عليا .. انا خايفة اوي
شريف .. مترديش علي حد وتربسي الباب كويس وانا مسافة الطريق هكون عندك
نرمين .. متقغلش الخط يا شريف
شريف .. حاضر خليكي هادية متخافيش
شريف يرتدي ملابسة ويسحب سلاحة الشخصي ويتوجه مسرعا نحو شقة نرمين ...
ماذا حدث تابعوني والبارت الثالث .. تحياتي الكاتب والسيناريست المصري محمد مالك.
تعليقات
إرسال تعليق