القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية حفيدة الشيطان للكاتب محمد مالك الفصل الثالث
البارت الثالث
سلمي في عيادة النساء والتوليد وزحمة وهيصة وبكاء وصراخ شديد في العيادة بسبب الوفاه المفاجأة للطبيبة اللي اشرفت علي ولادتها واللي ماتت بعد الولادة بدقائق وفي نفس الوقت الممرضة اللي كانت بتساعد الطبيبة جالها خبر ابنها الوحيد اللي ضربته عربيه وهو بيعدي الشارع في حالة يرثي لها شبه فاقدة للوعي من شدة الصدمة .. اما سلمي فجابولها البنت عشان ترضعها واول ما ايديها اتمدت عشان تشيلها وعنيها شافتها لاول مرة ارتجفت بشدة ووشها جاب الوان من شدة الصدمة وجالها شبه هيستريا وفضلت تصرخ وتقول ابعدوها عني .. ابعدوها عني .. اعوذ بالله .. خلت اللي حواليها في ذهول ومش لاقيين تفسير للحالة اللي جاتلها بصورة مفاجأة فراح جوزها قرب منها وضمها لحضنه ومسك راسها وقعد يقري عليها قرآن لحد ما هديت وبعدين سألها وقالها ..
اشرف .. فيه ايه يا سلمي مالك؟!!
سلمي .. شيطان مخيف يا اشرف .. مسخ بشع زي اللي بنشوفه في افلام الرعب كان باصصلي بطريقة مخيفة وزي ما يكون عايز يؤذيني
اشرف .. اعوذ بالله.. شيطان ايه بس يا سلمي ؟!! دا انتي اول ما جابولك بنتك عشان ترضعيها وعنيكي جت عليها جاتلك حالة هيسترية رهيبه !!
سلمي .. بقلك شفت شيطان بشع .. صدقني يا اشرف
اشرف .. استهدي بالله .. واستعيذي من الشيطان الرجيم .. ممكن يكون اللي حصلك ده بسبب الشد العصبي والتعب اللي انتي فيه طول الفترة اللي فاتت دي كلها .. يلا خدي بنتك عشان ترضعيها
سلمي تمد يديها لتأخذ نيفين وهي في خوف وتردد لا تريد ان تنظر اليها وبعد تردد اعادت النظر اليها مرة اخري فوجدتها فتاه جميله بيضاء اللون ولكن كانت تبكي بكاء شديد وملحوظ فطنت ان سبب ذلك هو الجوع فضمتها الي صدرها وقامت بارضاعها ولكن نيفين لم تتوقف عن البكاء المستمر صباح مساء مما دفع الابوان الي الذهاب الي طبيب اطفال والذي اجري لها فحوصات عديدة ليعرف سبب ذلك ولكن لم يجد سببا  طبياً ..فالبنت سليمة مائة بالمائة ولا تعاني من اي مشكلة عضوية ولكن استمرارها علي هذا الحال دفع الابوان الي الذهاب الي اكثر من طبيب ولكن النتيجة واحدة .. البنت لا تعاني من شئ وكبرت نيفين واصبح عمرها ١٥ عام  وبدأت تظهر الكوارث والمصائب التي اخبر بها سيد الفاجر .. لعل بدايتها صمت البنت المستمر وعدم اندماجها مع الاطفال الذين هم من سنها دائما تميل الي العزلة والخلوة مع نفسها .. لا تضحك ابدا عندما تشاهد فيلم كوميدي .. تعشق مشاهدة افلام الرعب وخصوصا افلام المسخ والشياطين وتبكي بشدة عندما تشاهد الشيطان او المسخ يموت ولعل اكثر شئ جعل والديها يقلقون تجاهها هو ان البنت لا تطيق سماع القرآن ابدا .. مما دفع الابوان ان يذهبان بها الي طبيب نفسي فأخبرهم انها حالة من الاكتئاب الشديد  وكتب لها الدواء اللازم ولكن دون تحسن وذهبوا الي اكثر من طبيب نفسي وكل طبيب بتسخيص وعلاج مختلف وذات مرة استيقظت الام قبل الفجر بساعتين وذهبت لتطمئن علي ابنتها في غرفتها فلم تجدها فانزعجت وايقظت ابيها وظلوا يبحثون عنها طوال الليل فلم يجدوها حتي فقدوا الامل في ان يعثروا عليها فاضطر الاب الي الذهاب الي قسم الشرطة ليبلغ عن اختفاء ابنته ولكن سلمي خطر ببالها ان تذهب الي سيد الفاجر الذي اخبرها عن مكان ابنتها وقال لها .. بنتك بايته في المقابر .. فذهبت الام مسرعة ووجدت ابنتها جالسة في المقابر وسط الظلام التام فسألتها
سلمي .. انتي بتعملي ايه هنا ؟!!
نيفين لا تجيب
سلمي .. انا عاوزة اعرف انتي بتعملي ليه كدا ؟!! انتي ايه اللي فيكي بالظبط ؟!! الدكاترة بيقولوا انك كويسة !!! مالك اتكلمي ساكته ليه؟!! تعبتينا معاكي
نيفين بنظرات حادة ومرعبه
سلمي .. انتي بتبصيلي ليه كدا ؟!! انا بخاف من نظراتك ليا .. انتي عليكي عفريت .. ايوه انتي شكلك ملبوسة وانا لازم اوديكي لشيخ .. يلا تعالي
نيفين ترفض ان تذهب مع امها وامها تجذبها من يدها بشدة ..
سلمي .. بقلك يلا .. المكان هنا مرعب جدا .. اسمعي الكلام طلعتي روحي يا شيخة
البنت تتعصب وتنطق بصوت غليظ ومرعب .. اخرصي .. كفاية بقي
سلمي ترتعب .. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. انتي اللي اتكلمتي كدا ؟!! مش معقول !! انا بيتهيئلي .. المكان هنا مرعب جدا ..يلا بقلك نمشي من هنا
نيفين تدفع سلمي بشدة وسلمي تسقط علي الارض ونيفين تتركها وتركض سريعا ...سلمي تنادي علي ابنتها .. نيفين يا نيفين .. ولكن نيفين لا تبالي وتستمر بالركض حتي تختفي عن الانظار ...
وتذهب الام الي المنزل وتظن ان ابنتها قد هربت مرة اخري ولكن تفاجأ ان ابنتها قد عادت الي المنزل وهي الان نائمة في فراشها وطلب منها اشرف الا توقظها وتتركها حتي الصباح فقد استشعر ان هناك مشكلة حقيقية تعاني منها البنت ودخلت الام غرفة نيفين وجلست بجوارها وامسكت بيدها واخذت تقبلها وهي تدعو الله ان يصرف عنها ما هي فيه ولكن البنت ترتجف وهي نائمة ويزداد ارتجافها كلما ازداد دعاء امها لها مما اثار تعجب امها ودخل اشرف ليخبر سلمي ان اختها تهاني التي تقيم مع زوجها المدرس بالسعودية تريد ان تحادثها في امر هام ... وتخبرها بامر خطير ...
مفاجآت خطيرة بالبارت الرابع .. تحياتي الكاتب والسيناريست محمد مالك.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات